السبت، 6 فبراير 2010

الحركة الشعرية في الأندلس (عصر بني الأحمر)

الـمـلـخّــص

أزدهرت الحركةُ الشعريةُ في مملكةِ بني الأحمر، التي نشأت في عام 637 للهجرة ضمن ظروف عدّة. ولعلّ من أهمّها ما كان يتعلقُ بالناحيةِ السياسيّةِ، فهذا الجانب جاء رافداً للعديد من الأغراض الشعرية، وفي مقدّمتها أشعار الجهاد واستنهاض الهمم.

إنّ المتتبع للأحداث التي جرتْ في هذه المملكة، يرى أنها مرّت بثلاث مراحل، كان لها أثرٌ واضحٌ في انتشار أغراض شعريّة دون أخرى:

المرحلة الأولى: تتَّسمُ هذه المرحلة بانتشار الأشعار الحماسيّة التي تنادي بالعودة إلى الدّين واسترجاع ما ضاع من مدن الأندلس، وامتدَّت زهاء خمسة عقود.

المرحلة الثانية: وفيها عمّ الرَّخاء والازدهار، فانتشرت أشعار المدائح والخمريَّات، وتميّزت بالبذخ والتّرف، وامتدت مدّة قرن ونصف.

المرحلة الثالثة وهي الأخيرة: وتُعتبر مرحلة التراجع والسقوط، وفيها عودةٌ لأشعار الحماسة ورثاء المدن.

ولعبت الطبيعةُ دوراً مهمّاً في ازدهار هذه الحركة، وتميّزت غرناطة بطبيعةٍ جميلةٍ، حيث كَثُرَتْ فيها المياهُ والرّياضُ والقصورُ الجميلةُ.

وسار ملوكُ بني الأحمر على عادة مَنْ سبقوهم من ملوكِ الأندلسِ، فشجّعوا الآدابَ والعلومَ، وبنوا القصورَ التي عُقِدت فيها المجالسُ الأدبيَّةُ.

والفنونُ الشِّعريَّةُ التي ظهرت في هذا العصر، هي نفسُها التي جاءت في العصورِ السابقةِ، وجاء في مقدّمتِها وصفُ الطبيعة، ففي أحضانها قيلت أشعار الخمريّات والغزل.

وازدهر شعرُ الجهادِ نتيجةً للتَّسارعِ الذي حدث في سقوطِ مدنِهم، فهبّوا يستحثّون الهمم لاستعادة ما ضاع منهم. ونرى أن أشعارَهُم المدحية، قد انصبَّت في أكثرها على بيانِ نَسَبِ ملوكِهِم، الذي يتَّصِلُ بالصحابيِّ الجليلِ سعد بن عبادة الأنصاري.

وجاءت أشعارُهُم رقيقةً عذبةً، وفيها من لطيفِ الصورِ والأخيلةِ ما يبهجُ القلوبَ، وعُني شعراؤهم بتزيينِ ألفاظِهِِم، فظهر عندهم الجناسُ، والطباقُ، والاقتباسُ، وغيرُ ذلك من ألوانِ البيانِ والبديعِ، مِمَّا جعلَ ألفاظهم مناسبةً للمعاني التي تطرقوا إليها.

واستخدموا البحورَ الشعريةَ بما يتناسب وَوَاقعَ الحالِ عندَهُم، وأكثروا من استخدامهم لبحور الكاملِ، والوافرِ، والطويلِ، والبسيطِ .

النص الكامل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق