السبت، 6 فبراير 2010

دلالة النص الشعري في تفسير النص القرآني ( دراسة في الدلالة النصية للقرآن الكريم )

الملخص

تناول هذا البحث دلالة النص الشعري في تفسير النص القرآني, وتوزعت مستويات البحث على تمهيد وثلاثة فصول, خصص التمهيد لتأصيل النص والتناص, وبيان مفهوميهما, ودلالاتهما, وفي العلاقة بينهما قديما وحديثا, ورصد وقائع التطور ومساحته.

وخصص الباحث الفصل الأول لدراسة الدلالات, مبينا مسلك الفلاسفة واللغويين في الدراسة الدلالية, ومسلك الأصوليين والفقهاء في دراسة دلالات الألفاظ. حيث يتم البحث في طريق دلالة النص, من خلال عبارة النص, وإشارة النص, ودلالة النص, واقتضاء النص. كذلك في الواضح الدلالة, كالظاهر, والنص, والمفسَّر, والمحكم. وفي غير الواضح الدلالة, كالخفيّ والمشكل, والمجمل, والمتشابه. كما تناول هذا الفصل دراسة الدلالة في اللفظ المشترك, واللفظ العام, واللفظ الخاص, واللفظ المترادف. كما تم البحث في دلالات المفهوم, كمفهوم الموافقة, ومفهوم المخالفة, ومفهوم التضاد. حيث تم الاستشهاد والتمثيل لكل ما سبق بنصوص قرآنية ومناقشةُ تلك النصوص.

أما الفصل الثاني فقد تناول فيه الباحث بالدراسة لغة الشعر ولغة القرآن الكريم, وتركزت الدراسة في لغة الشعر حول لهجات العرب, واللغة المشتركة بوصفها مداخل مهمة لدراسة لغة الشعر. أما لغة القرآن فتم التركيز فيها على دلالة اللسان العربي المبين, إضافة للقراءات القرآنية وموضوع الأحرف السبعة. ثم أجرى الباحث موازنة عاجلة بين لغة الشعر ولغة القرآن الكريم.

وجاء الفصل الثالث, الأخير, حيث تناول الباحث فيه جدلية العلاقة بين النص والتناص في القرآن وفي الشعر إضافة إلى القراءات القرآنية واللهجات العربية, وقراءة في بُعدي التناص والدلالة, وذلك في ظل الشاهد الشعري, عارضا للعلاقة الواضحة بين القراءات القرآنية واللهجات العربية, إذ تقدم لنا القراءات مادة لهجية كبيرة تعيننا على تصور اللهجات العربية تصورا أوضح, كما أن القراءات هي المرآة الصادقة التي تعكس الواقع اللغوي واللهجي الذي كان سائدا قبل الإسلام, إضافة إلى أن القرآن هو آصل المصادر جميعا في معرفة اللهجات العربية. وتناول هذا الفصل أيضا وجوه الخلاف في القراءات القرآنية, مستعرضا آراء عدد من القدماء والمحدثين, ثم خلص هذا الفصل إلى مناقشة التناص الذي يمكن ملاحظته بين القراءات واللهجات, مما يمكن إرجاعه إلى تناص صوتي, وتناص صرفي, وتناص اشتقاقي, وتناص نحوي, وتناص دلالي وأسلوبي, وتم تعزيز ذلك كله بأمثلة من القراءات القرآنية واللهجات العربية المختلفة, إضافة لحشد كبير من الشواهد الشعرية المختلفة.

وقد أوجز الباحث في الخاتمة نتائج البحث, وسجل استنتاجاته, وما توصل إليه من أحكام يرى أنها الأقرب إلى صواب المعنى, وإلى طبيعة العلاقة بين القراءات القرآنية واللهجات العربية.

والله أسأل أن يلهمنا الصواب, وأن يجنبنا الزلل, وأن يجعل عملنا هذا, وكل أعمالنا مخلصة في سبيله, وأن يغفر لنا إن زللنا, أو نسينا, أو أخطأنا, وما أكثر ما نزلّ, وننسى, ونخطئ ... (ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا, ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا, ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين).

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

النص الكامل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق